Tuesday, May 7, 2013


لحام و الماغوط: مرآة العالم العربي
لفهم روح العصر يجب علينا ان ندرس ثقافة وسياسة وتاريخ العصر من خلال وسائل الاعلام والتي تتمثل بالتلفاز ودور السينما وما شابه فمن خلال الأفلام والمسرحيات نستطيع ان نعرف ماذا يدور حولنا .فقد استطاع فناننا الكبير وكاتبنا العظيم دريد لحام ومحمد الماغوط ان ينقلا اجمل ما عندهما إلينا من خلال مسرحيات وأفلام ناقدة وساخرة .فللمسرح الدور الكبير في نقل الصورة الواقعية وزرع فكرة ما في ضمير المشاهد .
نتعرض اولا للحديث عن عالمنا العربي والذي طالما عانى من الظلم والاضطهاد بسبب الاحتلالات والاستعمارات التي حلت به والانقسامات التي طالته بسبب اتفاقية سايكس بيكو سنة ١٩١٦ والتي أسست للنزاعات العربية .بعدها تسببت باستقلال بعض البلدان كلبنان وسوريا والعراق مما فتح المجال للدكتاتوريين ان يتحكموا بأوضاع الامة بكل مجالاتها عندها بدات المعاناة في بلادنا العربية, خلقت روح الاستسلام والانهزام عندها وقد كان المسرح المنبر الوحيد للتعبير فيه عما يجول في داخل قلب المرء وعقله من خلال النكتة الهادفة والأساليب الساخرة الناقدة لذلك كان لفناننا دريد لحام الجمهور الكبير لمسرحياته السياسية والإقبال الكثير عليها لانه كان واحد من ذاك المجتمع المنهزم والمضطهد ولم ينفصل عنه أبدا فكان الأقرب لمعرفته والتعبير عن لسان حال الوطن العربي ككل.
 فقد كانت مسرحية  "كاسك يا وطن" من اشهر المسرحيات التي قدم فيها دريد بيان حال الوطن العربي والذي كان حاضرا كله في المشهد السينمائي. و لخص  المسرحية عندما تكلم معه ابيه, ليسأله عن حالهم بعد استشهاده, فكان الحوار صريحا وواضحاً عندما دار حول الوحدة العربية وما أخبارها وعن العدالة وما وضعها عن السجون والمعتقلات اذا حلت عن اللاجئين اذا رجعو وعن فلسطين اذا ردت لأهلها وكان جواب دريد ان كل شي بخير ولا ينقصنا في الوطن العربي الا القليل من الكرامة وعندها صعق ابيه لخيبة أمله وانه فدى بروحه ودمه للوهم. فهذا كان خير صورة لروح العصر العربي.
بالإضافة إلى ذلك، عاد دريد ليكمل مرثية العرب في فلمه  "الحدود" وتتلخص فكرة الفلم في رجل وجد نفسه في ارض لا سيطرة لاحد عليها بين حدود دولتين عربيتين ولم يسمح له بدخول اي منهما لانه لا يحمل وثائق شخصية. فقد قدم لحام وماغوط خير صورة لنتيجة سايكس بيكو التقسيمية حتى اصبح العربي غريب على ارضه.  
دريد شخصية فريدة في عالمنا العربي فقد استطاع ان يدخل الى قلب كل مواطن عربي من خلال مسرحياته بأسلوبه الكوميدي الساخر منذ زمن حتى وقتنا هذا بقي مؤثرا للغاية لان الكوميديا السياسية بما تستعرضه من طروحات ذات تأثير كبير في عدد كبير من الناس حيال المشاكل التي تعاني منها الشعوب ويأتي نجاح هذه الاعمال في تبسيط الأفكار وتوصيلها للناس بسهولة ,فالمسرح لا يقود الى انقلابات عسكرية بل الى تغييرات ما قد تكون في الجانب السياسي اوالاجتماعي او الثقافي الفنان يجب ان يكون اكثر قربا من المجتمع ويتطلع على كل ما يجري فيه حتى يستطيع ان يعيش هموم الناس ليعبر عنها بمصداقية وهذا براي سبب نجاح فناننا الكبير.   







No comments:

Post a Comment